الخیال وحرکة التشبیهات والتحولات فی مطولتی امرئ القیس وطرفة بن العبد
الملخص
لاشک فی ان من ابرز مزایا نشاط العقل الخلاق فی سعیه الى التخیل وهو یبنی نصاً أدبیاً إبداعیاً هو قدرة هذا العقل على الإتیان بتشبیهات مناسبة والإمساک بالتحولات کما تحدث فی خیاله ولیس کما تحدث على أرض الواقع. لقد کان العقل العربی فی العصر الجاهلی والفترات التی جاورته عقلاً میالاً الى الإکثار من التشبیهات والتحولات بسبب سیادة بیئة واحدة متشابهة حوله یتشابه فیها رمل الصحراء ویشبه کل متر المتر الذی یسبقه والمتر الذی یلیه على امتداد عشرات ومئات الکیلومترات. وکان اللون البنی الفاتح هو اللون الأکثر سیادة فی بیئته الصحراویة فکان یضیق ذرعاً بما یراه وینفر منه الى عشرات ومئات الأشیاء الأخرى التی یستدعیها من أماکنها البعیدة نفوراً من محیط متشابه ذی لون واحد وطعم واحد ونبرة واحدة وإیقاع واحد … لهذا نجده میالاً الى کثرة التشبیهات ومیالاً فی الوقت ذاته الى الإمساک بلحظات التحول لأنها تمثل لدیه اختلافاً فی الطعم والمذاق أی فی المشاعر وفی مدى الرؤیة تماماً کما یجلب الموت الى العائلة مشاعر مناقضة لتلک التی یجلبها الزواج أو الولادة…