ان كسر القلب في الحب والحرب هو عاطفة معقدة يمكن ان تغرس مخاليبها عميقا في قلوبنا لدرجة انه يبدو من المستحيل الهروب من قبضتها. في معظم الحالات يمكن لبعض الوقت ان ينسيها. تبدأ في نسيان الاسماء او الوجوه او الذكريات بأكملها إلا انه في بعض الاحيان ,حتى الوقت لا يكفي لعلاج القلب المكسور. في الحقيقة نجد في رواية هيروشيما حبيبتي حرب مشخصنة ونفسية بلغة الحب .  ان الحوار بين العشاق هو الذي يبدأ بإيقاظ الماضي وفي اطار رباط الحب يمكن استخلاص الفظائع.    بعد ان مرت اربع عشرة سنة منذ العواقب الكارثية للقصف النووي على هيروشيما ,عندما وجدت الامرأة الفرنسية التي اشير اليها في الرواية بضمير(هي)والرجل الياباني الذي اشير اليه بضمير (هو),بعضمها البعض في علاقة حب شديدة , مارغريت دوراس احالت المكان وهو هيروشيما المدينة التي ابتليت بالقنبلة الذرية منذ سنوات لايزال جرحها حيا ,الى  مدينة تتعبا بالحب بين هذين الحبيبين ,كما لو كانا يبحثان عن الحياة في زاوية منهما مجهولة وعطشى للأمان.    لم يكن الرجل الياباني في هيروشيما وقت القاء القنبلة الذرية عليها وكانت المرأة الفرنسية تعيش في ذلك الوقت قصة اخرى في نيفير المدينة في فرنسا ,تراجيديا صغيرة توازي المأساة الكبرى في هيروشيما في الهجمة المروعة عليها الى العقاب الشديد الذي لحق بها لأنها احبت الجندي الالماني الذي هو عدو لفرنسا فقد تم حلق شعرها وحبسها في القبو وثم نفيها من بلدتها .     تدور احداث الرواية حول ممثلة فرنسية تصل الى هيروشيما لتصوير فلم عن السلام تغرم بمهندس ياباني ثم تتطور علاقة الحب بينهما ,تستدعي ذاكرتها علاقتها بحبيها الاول الجندي الالماني في بلدتها الفرنسية (نيفير) في اثناء الاحتلال النازي .     يستند السياق الروائي الى لون درامي خاص يحتوي على عناصر الصراع النفسي الداخلي. من حيث الجوهر تحاول مارغريت دوراس تحليل عناصر الحزن والحرب والحب والموت والمضي قدما في الحياة بعد امر مروع من خلال رسم تشبيه بين عدم قدرة الشخصية ( المرأة الفرنسية-هي)على المضي قدما ,وقدرة مدينة هيروشيما على المضي قدما.    انحازت دوراس في روايتها الى لغة الذاكرة النابعة من لغة الحب والحرب والموت حتى نتج عنها اسلوب كتابة مشبع بالجمال والمعاناة والمواساة في آن واحد.