لقد اشار القرآن الکریم فی العدید من المناسبات فی الآیات الکریمة الى أهمیة التکافل الاجتماعی بغض النظر عن الدین أو الجنس أو اللون، ونادى بالمساواة بالحقوق والواجبات بین افراد المجتمع، لیس هناک مفاضلة إلّا بجهدٍ أوعمل صالح، وکان رسول الله () مدرسة فی تطبیق مفهوم حقوق الإنسان من الناحیة العملیة وجعله واقعاً فی الدولة الإسلامیة وحرص الخلفاء الراشدون من بعده على إعطاء الرعیة حقوقهم وحمایتها من التعدی علیها ومن المعلوم أن دولة الممالیک، خرجت من رحم الدولة الأیوبیة ، التی جاءت من رحم الأمة الإسلامیة الممثلة بالخلافة العباسیة التی کانت حریصة على تطبیق حقوق الإنسان ومن قبلها الخلافة الأمویة ، والممالیک تربوا فی محاضن إسلامیة حقیقیة.تضمن البحث تمهیداً ومقدمة وخاتمة ومبحثین تناول المبحث الأول دوافع دولة الممالیک للاهتمام بحقوق عناصر المجتمع والذی شمل الدوافع الشرعیة والسیاسیة والاقتصادیة فضلاً الدوافع الإنسانیة، أما المبحث الثانی فقد عالج حقوق أهل الذمة فی دولة الممالیک من حیث الحقوق السیاسیة والاقتصادیة والاجتماعیة.