المسجد جامع الثقافات: دراسة سوسیوانثربولوجیة
الملخص
تلعب العلاقات الاجتماعیة ودیمومتها دورا بارزا فی بناء المجتمع ونجاح تنظیمه إذ أن هذه العلاقات تضفی على الأفراد الإحساس بوجود الآخرین وتنشا من خلالها قیما وسلوکیات ترفع من مکانة الفرد، والمسجد ذلک المکان المقدس والمؤسسة الدینیة، التربویة، القیمیة، یشکل جزءا من هذه العلاقات بین من یتردد إلیه فالمصلون یتواجدون فی المسجد خلال خمس صلوات وصلاة الجمعة بالإضافة إلى المناسبات الدینیة الأخرى التی یتجمعون بها ورغم الاختلاف الثقافی للأفراد والانتماءات العرقیة المتنوعة یقف الجمیع فی صف واحد، العربی والترکمانی والشبکی والکردی، لا یفرقهم ثقافة أو عرق بل یربطهم الإله الواحد عز وجل ویتبعون سنة المصطفى صلى الله علیه وسلم ویلتزمون بدین واحد یؤکد على الأخوة والتسامح والترابط الإیمانی والعقیدی لیکون المسجد جامعا للثقافات على اختلافها موحدا للسلوکیات والأفکار مادام الجمیع فی هذا المکان، وفی بحثنا الموسوم ((المسجد جامع الثقافات – دراسة سوسیوانثربولوجیة)) حاولنا التقرب من هذا المکان ومعرفة الآصرة التی ربطت أفراده رغم اختلافهم ثقافیا والقیم المسجدیة التی حلت محل الانتماءات الأخرى. قسم البحث إلى خمس مباحث تضمن المبحث الأول موضوع البحث وأهمیته وأهدافه بالإضافة إلى مفاهیم البحث، أما المبحث الثانی فقد تناول ثلاثة محاور کان الأول منها مکانة المسجد فی الإسلام والمحور الثانی تناول التسامح الدینی أما المحور الثالث فقد تطرق إلى القیم المسجدیة وذوبان الثقافات، المبحث الثالث تضمن الإطار المنهجی للبحث بینما تناول المبحث الرابع تحلیل معطیات العمل المیدانی أما الخامس فقد قد بعض النتائج بالإضافة إلى التوصیات والمقترحات، ثم المصادر والمراجع.