العلاقات السیاسیة بین العراق والجمهوریة العربیة المتحدة وانعکاساتها على الوضع الداخلی فی العراق(1958 ـ1963)
الملخص
تمیزت الفترة التی أعقبت ثورة 14 تموز 1958 بتطور العلاقات الدولیة للعراق الجمهوری، اذ شهدت تلک الحقبة عهداً جـدیداً تغیرت فیه موازین السیاسة الخارجیة للعراق تغیراً واضحاً. فقد استقل عن التبعیة الغربیة سیاسیاً بانسحابه من حلف بغداد، والاتفاقیة الثنائیة الجائرة مع بریطانیة، وشرع بإقامة علاقـات دبلوماسیة واقتصـادیة مع دول الکتلة الشرقیة، إلاّ أن تلک السیاسة لم یکتب لها الاستمرار طویلاً، لافتقادها لأیدیولوجیة واضحة، وبروز الحکم الفردی الذی أضفى على السیاسة الخارجیة صفة الارتجال. فضلاً عن حدوث انقسام وصراع داخـل المؤسسة السیاسیة فی العراق، مما نتج عنه أزمات متتالیة، وعزلة عربیة، فانعکس هـذا الوضع على علاقات العراق الدولیة التی کانت تمثل فی بعض جوانبها انعکاساً للصورة التی کان الوضع العربی آنذاک،حیث کان الصراع قائما على أشده فی الوطن العربی بشکل عـام والعراق بشکل خاص بین التیـار القومی الوحـدوی، والتیـار الأقلیمی اللاوحدوی، مما کان له انعکاس واضح على الشارع العراقی وانقسامه.