أدلة وجود الله عند توما الاکوینی دراسة نقدیة مقارنة
الملخص
ان مسألة البرهنة على وجود کائن خارق ومیتافیزیقی یرجع الیه الکون وکل المخلوقات مسألة اهتم بها العدید من الفلاسفة والمفکرین وذلک محاولة منهم لعقلنة الایمان واعطاءه صورة منطقیة لا تتناقض مع العقل وهی مسألة لا تتعلق مباشرة بالحقل الروحی أو بالدیانات بل هو موضوع یتعلق بالدراسات الفلسفیة وبالمیتافیزیقا بالذات موضوع یتعلق بالفلسفة لأنه یقوم على اللجوء الى العملیات العقلیة المختلفة وذلک بتقدیم الأدلة والبراهین واثبات وجود الکائن المسمى الله وهو فی نفس الوقت موضوع یتعلق بالمیتافیزیقا من حیث أن هذا الکائن موضوع التساؤل ، الله لیس کائنا مادیا ولیس موضوعا للادراک الحسی ولا یمکننا رؤیته أو الحوار معه، وبذلک یخالف الفیلسوف توما الأکوینی الدلیل الأنطولوجی الذی جاء به من سبقوه الدلیل الذی یحاول أن یبرهن عن الوجود لیس عن طریق جوهر الله ولا أن الله واجب الوجود فی جوهره لأننا نعرف جوهر الله وانما عن طریق التأمل فی فکرة الله کما هی فی الذهن والتی لا تتکون الا بعد مجهود شاق وطویل وهی التی تقودنا فی النهایة الى وجوده ومن هنا جاء رفض توما الأکوینی للدلیل الوجودی "الانطولوجی" للذین سبقوه للبرهنة على وجود الله (یوحنا الدمشقی – القدیس أوغسطین – القدیس أنسلم ) وأهتم بدلا عنها بالأدلة الکونیة التی تنطلق من المعطیات التجریبیة وتنتهی باثبات وجود علة الوجود وواجب الوجود بذاته الله فوضع خمسة براهین (الحرکة – العلة الفاعلة – الواجب والممکن – تفاوت الکمالات – النظام أو العلة الغائیة )