دافعیَّة المقاصد الضروریة لحفظ حقوق الإنسان دراسة مقاصدیة
الملخص
عند استقراء النصوص الشرعیة فی کل الأبواب الفقهیة نجدها تتمحور حول مقاصد کلیة خمس(حفظ: الدین، والنفس، والعرض، والعقل، والمال)، ومن أجلها شرع الله تعالى أحکامه، فالشریعة جاءت کوسیلة لتحقیق، وإقامة، وحفظ، ودیمومة هذه المقاصد الکلیة، وعند التأمل فی کل باب وردت فیه نجد محور حفظ حقوق الانسان بارزا، ولا یمکن لأدنى ناظر فیها تجاهله، بل نجده قد عمَّ جمیع الحقوق: البدنیة والنفسیة، مع مراعاة الحریة الشخصیة فی ذلک کله، ومن هنا أردت من خلال هذا البحث أن أسلط الضوء على جزئیة مهمة وعنصر رئیس فی هذا المضمار، ألا وهو دافعیة هذه الضروریات الخمس فی حفظ حقوق الانسان؛ لأنه کما هو معلوم من أنَّ الأحکام الشرعیة جلها إن لم نقل کلها دافعیة غیر حاکمیة؛ ولذلک نجد خطابها للمکلفین بین الترغیب والترهیب، والأول أکثر ورودا فی الشریعة، وقد وجدنا الإمام أبا اسماعیل الهروی(481هـ) أشار إلى دور الخلل فی تعلیل الأحکام الذی یؤدی إلى إضعاف قیمة الحکم الشرعی، بما یترتب علیه ذهاب الدافعیة .