ان ظاهرة النزوح الداخلی لیست جدیدة بل عرفتها المجتمعات الانسانیة منذ القدم والعراق على وجه الخصوص عانى منها سابقا (فی ظل النظام السابق) ویعانی منها حالیا ، لا سیما بعد ان شابت عملیات النزوح فی المجتمع العراقی تعقیدات کثیرة وتشابکت وتداخلت القوى والعوامل التی ساهمت فی تکوین هذه الظاهرة ما بین عوامل خارجیة _ محتل هدفه تدمیر العراق وتغییر دیموغرافیته وتقسیمه مذهبیا وقومیا لتحقیق مصالحه ، وعوامل داخلیة – جهات طائفیة مذهبیة قومیة تحاول کل منها السیطرة علیه باستخدام التهدید والقتل على الهویة وسلاح المفخخات والتفجیرات وغیرها لاجبار الافراد على النزوح من مدنهم لتحقیق مصالحها الخاصة او مصالح من ترتبط بهم (سیاسیا او اجتماعیا او مذهبیا او .....الخ)، لذا فان ظاهرة النزوح الداخلی فی العراق تحمل فی طیاتها معاناة وتأثیرات سلبیة على مختلف الصعد (الاجتماعیة والاقتصادیة والامنیة والدیموغرافیة ....الخ) ، اذ قد یواجه النازحین حتى بعد نزوحهم فی منطقة الوصول (المجتمع المضیف) لتهدیدات مختلفة ، فالخطر یحیط بهم من کل جانب وهم یسعون الى تلبیة احتیاجاتهم الاساسیة وقد یزداد حدة التوتر بینهم وبین المجتمعات المضیفة فضلا عن التأثیرات السلبیة الاخرى ، مما قد یدفع بعضهم للهروب من هذه التحدیات ولتجنب الاثار المدمرة للنزوح بالهجرة خرج العراق لذا کان هدف البحث التعرف على مدى تأثیر النزوح  الداخلی على الهجرة الخارجیة من خلال استخدام المنهج التحلیلی لاستنباط واستنتاج مدى الارتباط والعلاقة بینهما . وتوزع البحث فی مقدمة واربع مباحث المبحث الاول تضمن إجراءات البحث ومنهجیته ، المبحث الثانی : تاریخ النزوح الداخلی فی العراق ، المبحث الثالث : النزوح الداخلی فی ظل الاحتلال الامریکی للعراق (الاسباب والاثار) المبحث الرابع : الترسیم الاجتماعی لعلاقة النزوح الداخلی بالهجرة الخارجیة .