تعدد الزوجات فی المجتمع العراقی القدیم
الملخص
أن الزواج رابطة اجتماعیة مهمة تهدف الى ایجاد علاقة نسب ولم بین الأفراد فی کل مجتمع ، وقد وجدت هذه الرابطة منذ وجود الحیاة و الانسان على الأرض فهی فی ذاتها نسق حیاتی فرضتها مقتضیات غرائز الانسان لأجل ضبطها واشباعها وسد احتیاجاته الاجتماعیة الأمامیة الأخری
وبذلک فان هذه الرابطة وجدت لأجل تحقیق الضبط الاجتماعی بصورة منظمة وشرعیة عن طریق ایجاد نمط من الملوک المستقر بحیث یمکن المحافظة بموجبها على وجود الفرد والمجتمع من خلال تکوین الأمر واستمرارها ، فهی تعد بذلک من اهم الأسس التی قام علیها البناء الاجتماعی منذ القدم .
ولابد أن رابطة الزواج قد مرت عبر العصور المتعاقبة بعدة مراحل تطوریة قبل مرحلة نضوجها ، فقد کان یخضع فی کل مرحلة الى مستوى المسیرة الحضاریة والتطور الاجتماعی الذی یبلغه الأفراد وطبیعة الظروف التی کانت تحیط بهم .
وعلى الرغم من عدم توافر المعلومات الوافیة عن الاشکال البدائیة لرابطة الزواج فی المجتمع العراقی القدیم خلال العصور التی سبقت التکوین الا انه یفترض مر بنفس المراحل التطوریة مثل غیرها منی المجتمعات البدائیة قبل مرحلة نضوجها .
اما فی العصور التاریخیة التالیة ( السومریة – الأکدیة - البابلیة -الاشوریة ) فان الفکرة الرئیسیة التی قامت علیها الأحکام التی وردت فی القوانین العراقیة القدیمة وما تضمنته عقود الحیاة الیومیة کانت النظرة الى رابطة الزواج خاصة باعتبارها من اهم الروبط الاجتماعیة التی تقام بین الافرد وفق الأسس والشروط الشرعیة لانها اللبنة الأولى الأسیاسیة فی تکوین الأسرة وضمان استمرارها واستقرار المجتمع .
فمنذ فترات مبکرة من تاریخ العراق القدیم اهتم الملوک بصیاغة المواد القانونیة التی تنظم شؤون الأسرة والعلاقات الزوجیة وبما یضمن المحافظة علیها وکما تعکس ذلک عقود الزواج الکثیرة المکتشفة التی وجدت مدونة على رقم الطین مدى التنظیم الدقیق لاسی تکوین الحیاة فی الأسرة وطبیعة الروابط القائمة بین الزوجین.