بین أیدینا شاعرٌ من الشعراء الّذیَن لم تتناولْهُ أیدی الباحثین بالدراسةِ و الاهتمام،  وهو" الشّمَرْدَلُ ابن شریک بن عبد الملک بن رُؤْبة بن سلمة بن مکرم بن زید بن مناة بن تمیم ") وهو" شاعرٌ إسلامیّ من شعراء الدولة الأمویة،  کانَ فی أیام جریر والفرزدق " یُقال لهُ ابن خریطة، ذلک أنهُ جُعِلَ وهو صبیُّ فی خریطة،  وهو فی الطبقة الثالثة من الإسلامین فی طبقات ابن سلّام الجمحی. والشّمَرْدلُ شاعِرٌ أُسُتِترَ فی ظلَّ الخفاء من الساحةِ الأدبیة والبحثیة،  وهذا ما أکدَهُ د. نوری حمودی القیسی،  ذلک بأنّ المصادرَ المتوفرةَ لدینا تعجزُ عن إعطاء صورة قریبة من حیاتهِ وتعجزُ عن إیضاح القضایا المتعلّقة بهذهِ الحیاة،  فهی لم تُحددْ ولادتَهُ،  وکذلک وفاتُهُ، ولم تترکْ لنا من البصماتِ ما یحدد لنا من هذهِ المعالم إلا النزر القلیل، وهو یتناثرُ على شکل أضواء خافتة عبر حیاتهِ الطویلة،  فهذهِ الجزئیات فی حیاتهِ لا تکشفُ لنا عن الکلیات التی یحتاجُ إلیها المؤرُخ لینفذ من خلالها إلى تدوین حیاتهِ، أما عن الأغراض الشعریة التی تناولَها الشَّمَرْدلُ فی شعرِهِ بهذا فیُعدٌّ الرثاء من أبرزَ هذهِ الموضوعات وأوسعَها استخداما بالنسبةِ لهُ،  وکانَ لاستشهاد إخوتِهِ الثلاثة الأثر الواضح فی تلوینِ شعرِهِ بهذا الموضوع،  وتُعدُ لوحاتُهُ الشعریة الخالدة ألواحاً أخرى یمکن إضافتها إلى ألواح الرثاء الخالدة فی الأدب العربی،  لمِا أظهرهُ فیها من جزع وأبداهُ من عواطف واضحة من صور التفرق والتشتت فهی مراثٍ تصدر عن قلوب قرحة.