منذ بدء حیاة الانسان على الأرض کان الصراع سمة ملازمة له، وبخاصة بعد تشکل الأمم وتحولها الى حضارات مختلفة، وذلک لأسباب عدة تتعلق بالمصالح والطموحات واستحقاقات القوة، ومن ثم کان لابد من وقفة لمراجعة أسباب الصراعات والصدام بین الحضارات عبر حرکة التاریخ، لذلک بعد انتهاء الحرب العالمیة الثانیة عام 1995 والتی کانت أقسى حرب عرفتها البشریة بعد أن حصدت نحو (60) ملیون إنسان، أخذ موضوع الحضارات وصراعها یأخذ جانباً من البحث والتدقیق، لیس بهدف وصف الواقع فحسب، وإنما إیجاد حلول وأفکار تدفع الحضارات المختلفة نحو التعایش السلمی واحترام الآخر وتقبل الاختلاف الثقافی، ولاسیما بعد موجات العنف التی أخذت تأخذ صبغة التصادم الحضاری. ومن هذه المنطلقات فإن مناقشة مثل هذه المواضیع بات مطلباً مهماً للمؤسسات الاکادیمیة والباحثین.