الطریقة البدیهیة عند الغزالی
الملخص
1- آن بحث " الطریقة البدیهیة عند الغزالی " وتحلیل محاولته المنطقیة یمثل فتحأ جدیدأ فی الدراسات الفلسفیة العلمیة بشکل عام ، وفی الدراسات المنطقیة بشکل خاص ، وبحث مثل هذا نرى فیه ، اثراء للثقافة العربیة ، اذ ما "للطریقة البدنیة" و من اثر على الدراسات المنطقیة والریاضیة على حد سواء .
وتبرز اهمیة هذه الدراسة فی أن الموضوع الذی انصبت علیه ، لم تتناوله ید البحث بالعرض والتحلیل ، اذ لم نعثر على بحث واحد تعرض بالدراسة إلى هذا الجانب العلمی لفکر الغزالی ، اضافة الى افتقار مختلف الدوائر الفکریة العربیة لمثل هذه الدراسات ، کل هذه الامور جعلت من الموضوع مادة بکر یمکن أن تستهدفه و تنهل منه عدة دراسات تنشد کشف جوانبه العلمیة المختلفة .
۲- بدور هذا البحث حول ابراز البناء البدیهی لفکر و الغزالی ، ذلک البناء الذی شیده بشکل خاص فی محاولته المنطقیة التی اودعها فی کتابیه الموسومین " معیار العلم" و"محک النظر فی المنطق" والمبعثرة بشکل عام فی مؤلفاته الاخرى و در اسة مثل هذه تقوم على تثبیت الاجبابة عن السؤالین الاتین ماذا نعنی بالطریقة البدیهیة ؟ وما هی ابعاد هذه الطریقة فی فکر
الغزالی المنطقی ؟ وقبل الإجابة عن هذین السؤالین ، نرى من الضروری أن نطرح تخطیطا تحدد فیه ابعاد الموضوع الذی تتناوله الدراسة والمنهج الذی تو سلت به .
تتحدد ابعاد الموضوع فی اتجاهین ، یشیر الاتجاه الأول إلى أن « الغزالی » أختار فی بناء فکره المنطقی اولا مجموعة من الحدود الأولیة على هیئة متغیرات و ثوابت وجملة من العلاقات المنطقیة ، وعن طریق هذه الحدود والاستعانة بالعلاقات المنطقیة استطاع بناء البدیهیات التی تنتمی إلى ذلک
البناء فی حین یؤکد الاتجاه الثانی على أن البناء المنطقی « للغزالی » یتألف من مجموعتین من الأبنیة تضم المجموعة الاولی عددا من البدیهیات باعتبارها قضایا أولیة . بینما تشمل المجموعة الثانیة على جملة من المبرهنات بکونها قضایا ثانویة مشتقة من البدیهیات ، واستطاع «الغزالی » بالفعل البرهنة على تلک القضایا عن طریق الاستعانة بمجموعة من القوانین الاستنتاجیة فی الاشتقاق .. او الاستدلال .
اما المنهج الذی توسل به الباحث فهو المنهج التحلیلی القائم على تحلیل البناء المنطقی و الغزالی ، إلى اسسة الأولیة قصد التمییز بین الأسس البسیطة التی تمثل الحدود الأولیة وبین الأسس المرکبة التی تمثل القضایا. من اجل بیان طبیعة الحد الأولى والکیفیة التی تتم بها بناء القضیة والکشف عن الشروط التی تحدد أن قضیة ما أولیة فی البناء ام ثانویة واخیرا فاننا ننشد من استخدام هذا المنهج ابراز السمات الجوهریة لذلک البناء الذی تنتظم فیه تلک القضایا .