مفهوم الغزالی للسببیة
الملخص
تحتل فکرة السببیة مکانة جوهریة فی البناء الفلسفی العام ، فهی الأساس المشترک فی المباحث الفلسفیة، انها اساس فی المیتافیزیاء، وهی اساس فی مناهج البحث و طرائق العلم، والفلاسفة المسلمون تناولوا مباحث السببیة بأسلوب استقصائی علمی فلسفی. ان السبیة کمقولة فلسفیة و کمبدأ علمی ، مفهوم لایختص بزمن دون آخر ولا بجیل دون آخر فهو مفهوم متصاعد بلا انقطاع فی صلب التاریخ المتصل انه یرتبط بالفکر ، فلسفیا کان الفکر او علمیا. وعصرنا هو عصر العلم وعصر تنامی الاحساس بضرورة تطویر مناهج البحث تطویرا یساوق تطور العلم. والفلسفة هی فی امس ماتکون الحاجة إلى مراجعة نقدیة لمباحث السببیة فی الفلسفة الاسلامیة . أن هذا البحث یشکل فی نظرنا خطوة ضروریة لمراجعة نقدیة لدراسة المسألة واعنی - مفهوم الغزالی للسببیة - على الرغم من المحاولات المتعددة التی قد لا یعدو أحیانا أن یکون مجرد اشارات إلى موقف الغزالی منها. وکذلک افتقار الموضوع لدراسة جادة مفصلة فی الکتابات العربیة، وجدت لزاما علینا أن نلج بالبحث فی هذا الموضوع نظرا لاهمیته . اما اهمیة البحث فتنصب فی ابراز الجانب العلمی و الفلسفی و الکلامی لمفهوم السببیة ، و موقف الإمام الغزالی منها وسوف نحاول جهدنا أن نبین الحجج التی اقامها فی دحض فکرة السببیة. لقد برزت هذه النظریة فی نظریات کونیة وهی نظریة الخلق ، الفیض، ولدى المادیین الذین یقولون بقدم العالم. ولقد علق علهیا فلاسفة الاسلام اهمیة کبیرة لانها من مستلزمات نظریة الخلق ونظریة الفیض وهما النظریتان السائدتان فی تراث الفلسفة اسلامیة . وهذا البحث مساهمة متواضعة فی اثراء الثقافة القومیة ومن ثم احیاء وتعزیز التراث العلمی الإسلامی من خلال مناقشة الفکر الذی أمد التراث الإنسانی بمدد و غذاء لاینضب.