جدل العین والذاکرة فی مجموعة (حائط البنادق) القصصیة لعبد الخالق الرکابی
الملخص
لست من هواة هذه العناوین المرکبة و المتنافرة التی بدأنا نعتاد علیها ، واستحالت لدى البعض إنی لعب لفظی قد لا یخلو من الاثارة ، وقد تستعمل فی النادر وهی محملة بکامل دلالاتها وأبعادها . لکن قراءة مجموعة (حائط البنادق ) لعبد الخالق الرکابی تبرز هذه الجالیة واحدة من أبرز مظاهرها التی تعتمل فیها فنیة عالیة و هی تبتکر موضوعها، وتمنح أسلوبها شاعریة فذة ، وبناءها بساطة و شده تأثیر . مجموعة تتجاوز السطح و تتغلغل إلى الأعماق لاضاءة وتحلیل الأبعاد فی معطیات الحرب وأطرها القومیة والحضاریة ، وفی السباق التاریخی للأمة العربیة ومعارکها المصریة ، و هذا من صمیمه العمل الأدبی فعلا حضاریا قد یصل حد الثورة ، و هو یسعی لتجسید معارک الأمة و بربط بین حاضرها رجوعا إلی ماضیها وأمتداد الى استشراف مستقبلها .ولعل من أبسط دلالات القصة الأمنیة الحدیثة انها تروی أو تتکون من حادثة أو عدة حوادث تتعلق بشخصیات إنسانیة مختلفة ، تتباین أسالیب عبثها وتصرفها فی الحیاة على غرار تباین حیاة الناس على وجه الأرض . ومن ممیزات هذه المجموعة أنها لا تتعامل مع موضوعة الحرب تعاملا مباشرا، بمعنى أننا لانجد وصفا لحرب أو معرکة أو میدأن قتال ، فهی لاتنحى نحو التسجیلیة الوثائقیة ، أو تلتقط صورة من الحیاة الیومیة أو صورة من میدان المعرکة .