زکاة الدین عند الفقهاء
الملخص
فإن الزکاة التی فرضها الإسلام هی نظام اقتصادی ومورد مالی من موارد بیت المال فی الاسلام تصرف فی سد حاجات الأفراد الاقتصادیة وتعمل على تأمین حیاة ابناء المجتمع من العجز الحقیقی والتقدیری وتهدف إلى تطهیر نفوس الأغنیاء من رجس الأنانیة تقریرا لقوله تعالى : (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزکیهم بها) التویة : ۱۰۳، وتهدف إلى اشاعة الإخاء والمحبة بین أفراد المجتمع.وبما انها رکن مهم من ارکان الاسلام على الباحثین اعادة عرض کل ما یتفرع عن هذا الرکن وما یتعلق به منه زکاة الدین ، لذا فالحاجة لمثل هذا البحث ضروریة جدأ وماسة وذلک لابراز ما ألفه علماؤنا فی العصور الماضیة وجمع ما تفرق فی المصادر بأسلوب سهل قابل للدراسة والمناقشة ، لأن موضوع زکاة الدین لم یأخذ حقه من اهتمام الباحثین، ونظرا لتغیر الظروف الاقتصادیة والاجتماعیة وتشابک المعاملات التجاریة وما لها من مؤثرات فی عوامل السوق التی تزید أو تنقص من القدرة الشرائیة للنقود وجد من یلجأ إلى الاقتراض والاستدانة من الآخرین سواء أکان الاقتراض التجارة أم لسد الحاجة الأصلیة فما حکم هذا المال الذی بید المستدین وماذا یترتب على صاحبه المالک؟ فجاءت هذه الدراسة لتجیب على ماذکر مقسمة إلى مباحث تناول المبحث الأول : معنى زکاة الدین لغة واصطلاحا وشروط المال الذی تجب فیه الزکاة ثم تکلمنا فیه على زکاة الأموال التی اعیانها حاضرة عند اهلها وکان معها دون وبینا اقوال الفقهاء حین نظروا إلى حال الدین اذا کان موسرا ومقرا بالدین وعندما یکون معسرا لایرجی بساره او جاحدا للدین ولا بینة علیه ، اما المبحث الثانی : فقد تحدثنا فیه عن المالک ونوعیة المال الذی یملکه وذکرنا تقسیم الفقهاء للمال الى باطن وظاهر واختلافهم فی وجوب الزکاة فیها ، أما المبحث الثالث: فذکرنا فیه الاختلاف الحاصل فی نظرة الفقهاء الى الزکاة من حیث انها حتى ام عبادة . أما المبحث الرابع : فقد تحدثنا فیه عن الاسباب والدوافع التی أدت إلى استدانة المال والربط بینها وبین نوعیة المال وثبوته فی الذمة. وتم فیه ذکر الشروط والنتائج التی یجب مراعاتها فی الدین عند تزکیته فإن أصابت هذه الدراسة الهدف فمن الله تعالى وله الحمد والفضل وان أخطأت عن بلوغ ما تصبوا الیه فمن نفسی الضغینة وحسبی الله بأنی لم أقصر فی بذل جهادی للتحری بمقاصدها ولکل امرىء مانوی وبالله توفی والیه أنیب .