ازدهر الشعر الأندلسی فی القرن الخامس للهجرة - وأوشک أن یکتسب ملامح متمیزة عنه فی مراحله السابقة، بعد أن تنامی الشعور ب " الأندلسیة " وتبلورت شخصیة العربی فی بیئته الجدیدة . وقد ترکت هذه البیئة بصماتها على الشعر الاندلسی بجمیع أبعادها الطبیعیة والسیاسة الاجتماعیة والثقافیة ، حیث کانت هذه الآثار وتلک الأبعاد موضوع عنایة الدکتور سعد اسماعیل شلبی - فی اطروحته للدکتوراه  . ووکد البحث الوقوف عند جانب من جوانب الحیاة السیاسیة والاجتماعیة س على عهد الطوائف - وصورة من صور تلک الحیاة . ممثلا فی مشارکة الشاعر الاندلسی - فی تقویم أبرز الأحداث السیاسیة من خلال ملوکها ووزرائها بتوجیه النقد الیهم ، وانتقاص الاحوال السیاسیة ، ومحاولة تشخیص أبرز العوامل التی کانت وراء تراجع المجتمع ونکوصه حین تجاوز بعض افراده على الآخر ، وافتأنت فئة منه على أخرى وکان الشاعر فی هذا دور فی تجسید تلک العیوب و ابراز ذلک الخلل بصورة أو بأخرى . والبحث اذ ینحو هذا المنحى یسلط الضوء على طبیعة الحیاة السیاسیة والاجتماعیة من خلال هذا التیار الشعری ، وبذلک یمرق الشعر الأندلسی من قبضة الولاء المطلق لملوک الطوائف ، ویقدم لنا تجربة عدد من الشعراء فی مواجهة المظاهر الاجتماعیة المتردیة التی سادت آنذاک ، وهو فی هذا یخرج على کونه أدیة ارستقراطیة تبنته ووجهته وغذته الأرستقراطیة الأندلسیة ، کما یرى أحد الدارسین .