التفسیر بالقران واهمیة
الملخص
عندما یعنی الباحث بدراسة موضوع جزئی یتفرع من موضوع کلی ، یشکل بحثه أساسا من أسس ذلک الموضوع العام ، ویعین من ثم على الدراسة المتکاملة له ، اذا سلک باحث أو باحثون آخرون نفس الاسلوب لاستکمال أجزاء ذلک الموضوع الکلی الشامل ، فالدراسات الجزئیة أهمیتها فی شتى أنواع الدراسات وخاصة اذا تنوولت بتبع وکفایة وعلمیة . وقد عنی علماؤنا الأوائل بها عنایة واضحة أدت للدراسات الکلیة فائدة فائیة . ویمثل هذا المنهج اخذ المعاصرون فی دراساتهم المتنوعة .یقول م. فجویار : وبقدر ما تکون الدراسات الجزئیة المحققة على مر الزمن عدیدة ، یتیسر للدراسة الشاملة الحظ فی أن تکون مضبوطة » والبحث فی الموضوع الذی تعرض له بالدراسة ، من هذه الموضوعات الجزئیة المهمة فی تفسیر القرآن ، اذ هو یشکل رکنا متینة ، فی البناء العام الطرق التفسیر وأسالیبه ویعود ذلک لسببین رئیسین :
احدهما :
أن هذا الأسلوب یجعل بعض آی القرآن شاهدا للبعض الآخر ، والشاهد اذا کان کلام الله فهو خیر شاهد و دونه کل الشواهد . وهذا لا مشاحة فیه بین العلماء والباحثین قدیما وحدیثا ، سواء تعلق الاستشهاد القرآنی بالدراسات الاسلامیة أم اللغویة أم غیرهما .
وثانیهما :
أن تفسیر القرآن بالقرآن بدل على جهد ذاتی ؛ لأن المفسر حین یرد آیت إلى آیة او لفظة على أخرى لیفسر ها مها ، فانما یقوم بعملیة ذهنیة ذاتیة واضحة .
تتطلب قبل کل شی ، تتبعا لنصوص القرآن فی الذهن ، کما تتطلب مهارة وفهمها .
فعملیة التفسیر بالقرآن إذا عملیة مقارنة، والممارس لها من المفسرین یقوم بدور المقارن، حتی یفضی به ذلک إلى تحدید المعنى.