التنقیب فی منطقة القاضیة : المکتشفات الاثریة 92-93 .
الملخص
تقع خربة القاضیة على مسافة 5 خمسة کیلو مترات شمال مدینة نینوى وعلى مرتفع صخری وحصوی یشرف على ضفة نهر دجلة الشرقیة ویمر بجوارها من الجهة الشرقیة وادی الحزازی والذی یشکل منخفض طبیعی و خربة القاضیة تعتبر منتصف الطریق بین مدینة نینوی ومدینة تربیصو ( شریف خان) مدینة ولی العهد فی العصر الأشوری الحدیث هاتان المدینتان سیق وان اجریت فیهما تنقیبات من قبل بعثات أجنبیة ووطنیة منذ منتصف القرن الماضی الا أن خربة القاضیة لم تجلب انتباه المنقبین الأوائل وذلک لوجود قریة حدیثة بالقرب منها وکذلک لعدم وجود ابنیة اثریة شاخصة أو الاشارة الیها فی النصوص المسماریة المکتشفة فی تلک الفترة وفی الثلاثینات من هذا القرن قامت دائرة الآثار العامة باجراء مسوحات اثریة فی المنطقة ما بین نینوى وتریبصو وتم تثبیت موقع اثری باسم خربة القاضیة ، واعلن بالجریدة الرسمیة المرقمة ۱۷۱۹ و المؤرخة فی 31/7/1939 واعطی الرقم تسلسلا فی ارشیف مواقع الموصل (69/35). کانت الخطوة الأولى التی اتخذتها هیئة التنقیب هو التحری فی المنطقة التی تم الأخبار عنها والتی تقع على مسافة قریبة جدا من قعر وادی الخرازی ضمن خربة القاضیة ، حیث تبین بأن البناء عبارة عن مدفن اشوری حدیث یشبه المدافن الاشوریة الأخرى والمکتشفة فی کل من اشور و کلخو (نمرود) وحمیدات من ناحیة التخطیط والبناء والخصائص المعماریة واللقى الأثریة . اما الخطوة التالیة فهی استطلاع بشکل عام وخاصة اکتاف الوادی حیث اشارت بعض النقاط التی یشک عن وجود مواد اثریة فیها وبعد عملیة قشط الخربة السطحیة وفعلا ظهرت فیها قبور بلغ عددها ۱۳ ثلاثة عشر قبرا وعلى الرغم من أن التنقیب کان سریعا وبالاحرى انقاذیا۔ فقد تم فتح نقاط متعددة فی قاع الوادی وکانت المکتشفات الأثریة على غایة من الأهمیة سیما المدفن والقبور وما احتوته من لقی فخاریة ومعدنیة والى الشمال من المدفن عثر على مدامیک من حجر الحلان شیدت على شکل سد تعترض الوادی وکان من بین هذه المدامیک قطع من حجر الحلان الاصفر تبین بعد اعادة ترکیبها مع بعضها لانها تشکل ثورین و علیهما کتابات مسماریة (ستدرس فی بحث مفصل) ، تم تصویر المکتشفات الأثریة موضعیا ومختبریا وتم استنساخ الکتابات المسماریة المنقوشة على الثیران فی الموقع واعدت ترجمة اولیة لذلک و عندما انتهت الهیئة من أعمال التنقیب نقلت المکتشفات و اللقی الأثریة الی متحسف الموصل الحضاری لمعالجتها مختبریة بشکلها النهائی وهذا البحث هو الدراسة التفصیلیة للمکتشفات الأثریة البنائیة والفخاریة و المعدنیة .